موطني

موطني الأردن


 أنا من مواطني الأردن من  الصحيح أن بلدي ليس بذلك البلد الذي تملئة الزهور فبلدي يعاني من التصحر و قلة المياه  ومن الصحيح أن بلدي لا يمتلك تلك الجبال الخضراء التي تلبس الثوب الأبيض في الشتاء ومن الصحيح أن بلدي ليس بالمكان الذي يصبح في الصباح على رائحة القهوة الزكية المختلطة مع صوت فيروز ومن الصحيح أن بلدي ليس المكان الجيد الذي تجد فيه تلك باقات الورود الحمراء المتناثرة هنا وهناك أو الذي عندما تلجأ إلى ريفية تجد فيه البيوت الريفية الجميلة التي تعودنا رؤيتها في الأفلام ولست بتلك المناطق التي تحوي الطواحين التي تعزف تلك المقطوعة من قبل أنهارها - فكما ذكرت ليس لدينا الكثير من المياه - .
لكن في الأردن وجدانا الحضن الدافئ الذي ضم العرب كلهم ولم يفرق بين هذا وذاك ووجدنا رائحة الحضارة العريقة تنبعث من بين بيوتها ووجدنا سر الحياة الذي غرس في حدائق قلوبنا من الصغر ... الذي كل ما ابتعدنا عن منطقتنا بدأ يبكي كطفل أخذ من حضن أمه ...
فهو مكان مليء بالذكريات بالنسبة لكل أردني وعلى الأغلب لكل شخص عربي لم يجد مكان في بلدة فنادته الأردن مرحبة فهو مكان أولى خطوات على أرض عريقة ومكان أول نظرات على وجهوه طيبة ومكان أول كلماتي غنيتها على

قلوب رحيمة ...
فما يشدني إلى الأردن أكبر من أن يكتب فوجدت فيه النساء الرحيمة التي كانت زهور المكان ووجدت الرجال الذين كانوا الجبال ووجدت الضحكات والجلسات في الشتاء التي كانت الغطاء الأبيض ووجدت المدراس والمعلمين الذين كانوا رائحة القهوة المختلطة بصوت فيروز وتعاون ومحبة أناس الريف لبعضهم هي كانت مقطوعتي التي لم يعزفها النهر بل عزفها الزمان ووجدت فيها صوت القراْن الذي لا ينقطع من مساجدها ومدارسها فكان بالنسبة لي هو النهر الذي يزين هذه البلاد ...
وأكثر شيء سيعلقنا بهذه البلاد هي لحظات عشناها بين مدرسين أحبونا وبين أصدقاء لم نتوقع أن نقطفهم من حديقة الحياة وبين أباء وأمهات عملوا بكل جهدهم حتى يأمنوا لنا مستلزمات الحياة في الأحوال الصعبة وبين أناس أثبتوا أنهم فعلا أحبونا وقت الأزمات  ...

وأكثر شيء بالنسبة لي سيعلقني في هذه البلاد أنني كتبت هذه الكلمات فيها ...

معتصم ناصر شلول ...
رخصة المشاع الابداعي
مقالة موطني بواسطة معتصم ناصر شلول مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نسب المصنف - غير تجاري 4.0 دولي
.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قيس وليلي |Qais W Laila