نوافذ


يا ليتنا لم ندرك حلاوة الكبر ولم نصبح بهؤلاء الأشخاص الذين يستطيعون فهم كل هذا الشيء .
ليتنا لم نتعلم متعة البكاء ويا ليتنا لم نمتلك كل هذه الاحاسيس .
كل هذه النوافذ التي تطل على أولئك الناس الذين قد إلتحفوا برداء الأحزان ولم يجدوا إلا الدموع لتكون ونيس لهم
بالنظر إليهم لا تراودك إلا شهوة البكاء
ولكن كنت أكتشف لأول مرة خيانة دموعي فلا أجد  إلا شهوة لقلمي ليكتب ويلطخ الأبيض و تلك العجوز على عرشها ليفضح قلمي أفكارها .
فهي التي تظن أن كل ما يجري ليدها دور فيه وتظن أن الزمن لم يتغير و أنها تستطيع أن تتعايش بطباعها المغبرة في زمن الجنون .


***                          ***                         ***                       ***                        ***                        ***        
ليس كل ما نتمناه نستطيع تحريره من بين نجوم السماء …
ولا تتوهم أن دموعك أو دخان سجائرك سيجعل سمائك أقرب لتجعل أحلامك حقيقة …


***                          ***                        ***                        ***                         ***                       ***


 من أم تحلم بطفلها إلى عجوز تحلم بأخر دقائق عمرها وكأن الزمن سيبكي على فراق أسمها من بين دفاتر القدر .
كل الناس تتمنى الخلود إلا أصحاب الحقول البيضاء فبتبخر أحلامهم وإختفاء أخرى أجتاح سم الزمن أجسادهم ولم يعودوا يعملون لماذا أعيش ؟


بالنظر إلى تلك الأم التي بالفعل ضج بيتها بأصوات الأطفال لكنها لم تكتفي بهذا الضجيج فها هي تبكي على ذاك الطفل الذي مات قبل أن يعيش وكأنها لم تمتلك غيرة .


في حضن تلك الأخرى التي قاسمتها مصيبتها ليكونا أنهارا من الدموع لتكون قصورا أجبروا حاشيتها على مسح أصوات الألم من بين زواياه .


فتكسر تلك اللحظات لتذهب إلى حوض تجمعن فيه النساء لمعالجة ما عطب من أحلامهن.


فتعود أحداهن لتجلس بجانب عرش العجوز لتبدأ بفضح كل الصور التي إختبأت بين زوايا هذه النافذة .


وتنتهي لتبدأ نحيبها وسرد ماضيها الذي أتخذ من فمها نافذة على ذاك الزمن ولا يخلو حديثها من بعض قصصها التي إمتازت بالكذب فهي أيضا كاتبة ماهرة .


فمن صوتها العتيق إلى صوت قلمي الذي لطخ الأبيض ليكتب عن عجوز إمتازت بكذبها وعتقها .


فتختم عيناي مشوارها عند نافذة قد طلت على :


إمرأة تتألم من أحلامها
وإمرأة تبكي من أفكارها
ورجل ما هو برجل
وعلى أنين ودماء ، وأفكار ودموع وسكون يكسر ، وأحلام تحتضر .


معتصم ناصر  


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

موطني

قيس وليلي |Qais W Laila