غني له النسيان


"أحبيه كما لم تحب امرأة.. وانسيه كما ينسى الرجال".
إن رجلًا لم يحاول أن يخاطر بما يملك لأجلك؛ هو رجل لم يستحقك من البداية، ولم تكوني له. فأنتِ -ربما- تستحقين أكثر مما كان سيقدم لك من حب. فليس كل حب يستطيع إشباع لهفتنا ...؛ فغني له  النسيان، وزفي إليه حبك في كفن ولا تبكي، واصمدي ولا تمنحي للذكرى فرصة لاقتناص حالات اللهفات العشقية إليه.
ولا تنسي ديون الانتظار التي تراكمت مذ قرر أنك مرهونة له ...، ولا تكوني كتلك التي تهاب النسيان؛ ففي النسيان تجرد من الذاكرة وتبرؤ منها؛ فدافعي عن حقك بالنسيان، وأعلني موته، واستعيني على الحزن بالأدب؛ فهو الملجأ الوحيد الذي لا يعترف بالزمن.
وتذكري دائمًا: "تذكري أن تتركي لك قليلًا من الواقعية؛ فالعمر أقصر من أن تقامري به في روليت الانتظار".
وتذكري ليلة الجدي، التي مرت بها تلك في صفحة 205 من نسيان كوم؛ حيث يُحكى أن امرأه أتيت أمها لتزورها؛ فذبحت لها. ولكن زوجها ضربها لذاك، بكل ما أوتي من ذكورة.
بعد مرور زمن، مات الزوج؛ فذهبت الأم إلى ابنتها لزيارتها، وإذ بها أرضًا تنتف شعرها وتلقي التراب على نفسها وتتمنى لو التراب غطاها بعده. فقالت أمها، ردًا على حالتها: "ابكي ... ابكي ... وزيني بكاك ... واذكري ليلة الجدي"؛ أي اذكري ما كان سيئًا منه لتقاضي دموعك إذا حرقت عيناك، وصلي ففي سجود قلبك نسيانه، ووقعي على ميثاق شرف أنثوي ينص على أن يكون النسيان كما ينسى الرجال. واصرخي بكل من عاتبك على النسيان: "حلوا عني!"، وتذكري أن نسيان كوم هو هدية مناسبة لرجال ما بعد زمن العروبة؛ حيث نسيان كوم بالدرجة الأولى فكره ورأي نسائي في رجال زمن ما بعد العروبة!
وهو أن ما تريده النساء من الرجال لا يباع، ولا يمكن للصين أن تقلده، وتغرق الأسواق ببضاعة رجالية تفي بحاجات نساء العربيات؛ ذلك أن الشهامة والشموخ والفروسية، والأنفة وبهاء الوقار، ونبل الخلق وإغراء التقوى، والنخوة والإخلاص، والترفع عن الأذى وستر الأمانة العاطفية، والسخاء العشقي الموجع في إغداقه؛ هي الصفات الآسرة للرجولة.
الرجولة، هي التي تؤمن إيمانًا مطلقًا لا يراوده شك أنها وجدت في هذا العالم لتعطي لا لتؤذي، لتبني وتهب لا لتقسو وتعذب! وعندما تكوني جاهزة لمواجهة عاصفة حب أخرى تذكري: اجعلي هو من يطالبك بالسخاء العاطفي. وتذكري ألا تقعي مرة أخرى ضحية سياسة التجويع الهاتفي. وأخيرًا، تذكري أن في مواجهة العاصفة هناك حذاء جديد لحب جديد؛ فتأكدي أنه يناسبك، حتى لا يؤذي قلبك، وكوني على إيمان أنك تستحقين الأفضل وأنك الأهم قبل أي أحد.
تذكرت شيئًا: لا تصدقي الأساطير والخرافات العشقية؛ فإن مؤلفيها رجال.

______________________________________________________________________________

غني له النسيان تم نشرها من قبل على Altagreer.com للقراءة انقر هنا 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

موطني

قيس وليلي |Qais W Laila