العشق الإلهي



قواعد العشق الأربعون والحب الإلهي.
أصبح إقحام الجنس في أحداث أي رواية صرعة كل أولئك، اتخذوها واستخدموها كـعامل جذب وإثارة لجذب أكبر عدد من القراء، وأكثروا منه حتى أصبح يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحب، وجعلوا كلمة الحب ترتبط فقط بحب الحبيب.
ونسوا أن يربطوا الحب واللهفة بالحب الإلهي، الذي بات دائرة محظورة على أقلام كتابنا، وأصبحنا نستورد الأقلام التي تملك هذا القدر من المساحة الفكرية القادرة على وصف الحب الإلهي، بحكايات يستطيع القارئ أن يصل بها لحالة اللهفة إلى الروحانيات والعبادات.

مثل رواية "قواعد العشق الأربعون" لإليف شافاق، التي ناقشت تحوّل جلال الدين الرومي من الإمام العظيم إلى الشاعر الذي يتناول الكون ويتركه حتى يذوب بين فكيه ليتفهمه. ناقشت الرواية الحب واللهفة والعشق ضمن إطار حب الله، وإلى أين سيؤدي بك. شرّع هذا الكتاب أربعون قاعدة في الحب، كل منها كانت تعتبر وصية لغد أجمل بين يدي الله.

حيث قيل في القاعدة الخامسة والثلاثين:
"في هذا العالم ليست الأشياء المتشابهة أو المنتظمة، بل المتناقضات الصارخة، هي ما يجعلنا نتقدم خطوة إلى الأمام. ففي داخل كل منا توجد جميع المتناقضات في الكون، لذلك يجب على المؤمن أن يلتقي بالكافر القابع في داخله، وعلى الشخص الكافر أن يتعرّف على المؤمن في داخله. وإلى أن نصل إلى اليوم الذي يبلغ فيه المرء مرحلة الكمال، مرحلة الإنسان المثالي، فإن الإيمان ليس إلا عملية تدريجية، ويستلزم وجود نظيره الكفر".

عجّت هذه الرواية بالكثير من الأشخاص، وكل منهم كان يختلف عن الآخر من الرومي إلى شمس التبريزي إلى إيلا، ومن ثم البغيّ وردة الصحراء والشحاذ وغيرهم، الذي تتوقف الرواية عند كل منهم لتفسر قصته، ورغم صعوبة ظروفهم كيف يخرجون من شرنقتهم إلى الحب الإلهي.

وقاعدة أخرى نصت على:
"وحتى لو كان قد تبقى من حياتك يوم واحد يشبه اليوم الذي سبقه، فإن ذلك يدعو للرثاء.
ففي كل لحظة ومع كل نَفَس جديد، يجب على المرء أن يتجدد ويتجدد ثانية. ولا توجد إلا وسيلة واحدة حتى يولد المرء في حياة جديدة، وهي أن يموت قبل أن يموت".

هذه الرواية هي دعوة للدهشة والحب واللهفة، هي دعوة للهفة إلى الروحانيات والعبادات.
وقد قدمت لنا شفاق مادة دسمة بالأحداث والمعاني.
وعرّفت لنا الحب على أنه لهفة إلى الله.
وأن العشق واللهفة للوطن ولتراب هذا الوطن، وأن اللهفة والعشق لله الذي يحمي هذا الوطن، وأن العشق واللهفة هما للدين الذي يصبو بك لمرحلة ما بعد السلام.

فننهي بقاعدة أخرى نصت على:
"مهما حدث في حياتك، ومهما بدت الأشياء مزعجة، فلا تدخل ربوع اليأس. وحتى لو ظلت جميع الأبواب موصدة، فإن الله سيفتح لك دربًا جديدًا. احمد ربك؛ من السهل عليك أن تحمد الله عندما يكون كل شيء على ما يرام. فالمؤمن لا يحمد الله على ما منحه الله إياه فحسب، بل يحمده أيضًا على كل ما حرمه منه".

_________________________________________________________________________________

العشق الإلهي تم نشرها من قبل على Nooun.net للقراءة انقر هنا 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

موطني

قيس وليلي |Qais W Laila